السبت، 3 نوفمبر 2012

معالم النجاح في ربيع الإصلاح من خلال حدث الهجرة النبوية من تأطير ذ محمد شهبون وذلك يوم 08محرم 1433هـ 04دجنبر2012م



بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1433هــ
نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بخنيفرة
محاضرة بعنوان:
معالم النجاح في ربيع الإصلاح
من خلال حدث الهجرة النبوية
من تأطير ذ محمد شهبون
وذلك يوم 08محرم 1433هـ 04دجنبر2012م
بقاعة غرفة التجارة والصناعة
بخنيفرة





تقرير عن محاضرة
معالم النجاح في ربيع الإصلاح
من حدث الهجرة النبوية
بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1433هــ
نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بخنيفرة
محاضرة بعنوان:
معالم النجاح في ربيع الإصلاح
من خلال حدث الهجرة النبوية
من تأطير ذ محمد شهبون
وذلك يوم 08محرم 1433هـ 04دجنبر2012م
بقاعة غرفة التجارة والصناعة
بخنيفرة
بعد الاستهلال بالحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي على أصحابه الأبرار الأطهار أقدم السيد المسير الأستاذ مصطفى الغريب على تأطير الموضوع بمناسبة الحدث المبارك؛ حدث فاتح السنة الهجرية أو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بداية التاريخ الإسلامي، ذلك الحدث الذي يساوقه حدث آخر ألا وهو نسائم التغيير التي تهب على الأمة. انتهز الأستاذ المسير سانح المناسبة لدعوة الحضور: هلموا بهذا الحدث لنرحل من مدينة خنيفرة بقلوبنا إلى مكة والمدينة، قائدنا الأستاذ محمد شهبون.
ثم أخذ الأستاذ المسير في التعريف بالأستاذ المحاضر وبيان مكانته الدعوية، كما ذكر بإسهاماته العلمية والتربوية.
كلمة الأستاذ المحاضر:
ابتدأ الأستاذ محاضرته بالبسملة والتصلية على خير البرية صلى الله عليه وسلم، والدعاء والشكر للجمعية التي نظمت المحاضرة. وفي سبيل تحيين الحدث ليوافق من ابتعثم الله للسير عيى الطريق المستقيم عدل عنون محاضرته بـ: معالم النجاح في ربيع الإصلاح من خلال هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
بعد ذلك لفت المحاضر إلى خطورة الاحتفالات السيئة بهذا الحدث العظيم؛ من مثل: شراء اللعب ذات الدلالات المعينة، الرقص، الغناء، لطم الخدود ....
ثم أكد أن الوظيفة الأساس للهجرة كونها فيصل بين عهدين: مرحلة الاستضعاف ومرحلة الحرية والانعتاق والتحرك بفعالية وقوة في سبيل الإصلاح، واستئناف النتقال الحضاري الذي طال عهده.
انتقل الأستاذ المحاضر إلى صلب المحاضرة فصاغها في ثمانية معالم ضرورية ومفضية لترشيد ربيع الإصلاح.
هاكم تلك المعالم التي فصل فيها الأستاذ المحاضر:
المعلم الأول: سؤال ما الهدف من ثورة الشارع أو ثورة الصناديق؟ ما الغاية وما المقصد؟ هذا هو السؤال الأساس المبين للمعلم الأساس الغاية والمقصد.
لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبر مهاجر أم قيس أنها اشترطت على طالب زواجها الهجرة أوضح النبي صلى الله عليه وسلم الأمر فقال:" إنما الأعمال بالنيات ..." لكن الفيصل ما النية التي بها هاجرت فكرر في الأول " فهجرته إلى الله ورسوله " تأكيدا وفي الثاني " فهجرته إلى ما هاجر إليه " أنكره وحقر من شأنه، فمن كانت هجرته الإصلاحية لخير العباد فهجرته لخير العباد والبلاد، ومن كان سعيه لتحقيق مأرب دنيوي كرسي أو منصب فهجرته إلى ما هاجر إليه.
واستأنف ما الذي ناله الصحابة من الهجرة؟!! [ أسرة أبو بكر الصديق رضي وأبو سلمة وعمر ومصعب بن عمير ... رضي الله عنهم ] إنهم لم يستفيدوا شيئا لأنفسهم ودينهم.
قال سبحانه: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }[1] يجب أن يكون هذا حاضرا عند أصحاب الربيع العربي.
المعلم الثاني: أن نختار الرجال والنساء الصالحين المصلحين ونستفيد من طاقاتهم، فليس الكل مؤهل للمشاركة في تدبير الشأن العام إنما المؤهل من أرشد سبحانه وتعالى إلى سبيله في قوله: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }[2] فجيل النصر ينبغي أن يؤهل ليكون حاضرا في المغارم غائبا في المغانم.
لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالذات ليصحبه؛ إنه اختاره لمؤهلاته السلوكية والعليمة والعاطفية. واختار ابنه عبد الله ليقوم بمهمة مخابراتية لمذا؟ لقد بينت أمنا عائشة رضي الله عنها السبب:" وكان عبد الله شابا لقنا فطنا " ليس السبب إطلاقا كونه ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم بين المحاضر موجبات نجاح هذا المعلم في أمرين:
الأمر الأول: أن يقر قرارنا على اختيار أصحاب المبادئ، ومن أروع الأمثلة على هذا المبدأ أسرة أبي سلمة رضي الله عنهم ذلك الصحابي الجليل الذي حمل زوجته على بعير قاصدا الهجرة إلى الله ورسوله، فلما رآه رجال بني أمية قالوا له هذه نفسك غلبتها علينا فلم نترك معك صاحبتنا ففرقوا بينهما، وحبسوا أم سلمة عنه " ويقف الباحث وقفة مع القصة ليقارن بين ابي سلمة وبين أحدنا كيف كان سيفعل لو حصل له نفس الموقف؟!! فتنازعت القبيلتان ولدهما حتى خلعت يده، ومكثت أم سلمة تخرج جوار الحرم سنة تبكي رجاء اللحاق بزوجها، فخلوا بينها وما أرادت فانطلقت بولدها فلما وصلت التنعيم التقت عثمان بن طلحة فأوصلها إلى المدينة.
الأمر الثاني: أن نوزع الأدوار بدقة فنضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فأبو بكر له دور، وابنه عبد الله له دور، وأسماء لها دور، وعامر بن فهير له دور. والراعي أيضا شارك في حدث الهجرة وما احتقر النبي صلى الله عليه وسلم وظيفته.
المعلم الثالث: الانفتاح على من يخالفنا بل الاستعانة به إن كان في مكنته أن يساعدنا. حضر العباس رضي الله عنه بيعة الرضوان وهو انئذ على الشرك لم يدخل الإسلام، وكانت كلمته فيصلا في تلك البيعة.
وفي توزيع مهام الهجرة يستخدم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من المشركين، في وظيفة خطيرة، هو عبد الله بن أريقيط.
المعلم الرابع: انفتاح قاعدة الربيع العربي على كل الطاقات بإشراك الجميع واستثمار الخير كله. فلا يمكن للاختلاف أن يكون سببا للاستئثار بأمر الإصلاح.
يسأل الآخرون دائما ما الذي ستفعلونه بالمرأة؟ ما الذي ستفعلونه بالفن؟ ... وكأن تلك القضايا وعيرها مختصر الكلام في مصالح الأنام. فنؤكد: المرأة لها وظيفة حاسمة في الهجرة والفن له وظيفة أيضا و و و .......    
المعلم الخامس: معرفة المعوقات. إذ الطريق ليست مفروشة بالورود، بل كلها أشواك وعقبات تلو العقبات.
فما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وأسرته وكثير من الأصحاب في سبيل نجاح الهجرة لا تستطيع استيعاب حقيقته محاضرة بل محاضرات.
المعلم السادس: تحييد العدو ودفع أذاه فلا مجال لاستفزاز وإثارة الأعداء.
وهذا ما فعله صلى الله عليه وسلم مع سراقة حتى عاد لأهله يقول لهم كفيتكم هذه الجهة فليس فيها محمد نقول صلى الله عليه وسلم.
المعلم السابع: التطلع بتفاؤل لمستقبل الأمة، فطليعة الربيع العربي سوف تضع أيديها على تركات عفنة ومغارات وثقوب، لذلك وجب عليها مخاطبة الشعوب بصراحة لكن بتطلع للمستقبل.
فانظر إلى نظر النبي صلى الله عليه وسلم واستشرافه للمستقبل وهو يخاطب سراقة.
المعلم الثامن: وهو الدرس الناطم والمرافق لكل المعالم السابقة، ألا وهو استمداد العون والقوة من الله سبحانه، فمهما بلغ التخطيط دقة وإتقانا ومهما أخذت الأسباب وبلغ الحذر فلا عاصم من أمر الله.
أنظر إلى وقوف المشركين على الغار، إنه من أجمل مشاهد السيرة النبوية {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[3] يقول العلماء من أنكر صحبة أبي بكر رضي الله عنه كفر.
{وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }[4]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }[5]
الخاتمة:
وفي نهاية المحاضرة نبه الأستاذ المحاضر على ضرورة إعادة قراءة السيرة النبوية قراءة محينة، لربطها بالواقع ورصد آلام الناس لاستكناه آمالهم بها، كل ذلك في سبيل استئناف الترشيد الحضاري، وإقامة الفعل الإصلاحي على وزان الفعل النبوي الشريف.
ثم أخذ المسير الكلمة وأكد على ضرورة مشاركة الكل في الإصلاح، كل من موقعه وكل على ثغره، وأردف متسائلا: ماذا قدمت أنت أخي لهذا الدين؟!!
المناقشة:
المناقش الأول: عبد الكريم محفوظ.
شكر المحاضر وأكد على ضرورة قراءة السيرة النبوية بهذا المنهج؛ أن نستل من السيرة النبوية معالم الإصلاح وسبل النجاة.
وتساءل هل قمنا بانتقاء البذور الطيبة لجودة الإصلاح فما السبيل إذن للإسهام في قضية الإصلاح؟ ثم نبه على أهمية ربط الأبناء والتلاميذ بتلك المحجة البيضاء، سيرة النبي العدنان.
المناقش الثاني: ادريس الإدريسي.
قال إنه لأول مرة يستمع لمحاضرة في الهجرة بهذه المثابة وبهذه الإفادة. ليعلل نجاح المحاضرة بتنزيلها قصة الهجرة النبوية على واقع الأمة لتعالجه، ثم عرج على بيان الاحتفالات الخرافية بحدث الهجرة وحذر من اقتفاء أثره.
المناقش الثالث: عبد العزيز ديدي.
أطر المحاضر فقال: كل كلام بعد كلامه يعتبر نافلة من القول.
ثم اعتبر الهجرة هجراتن فكم من عادة تحتاج إلى هجرها وكم من عادة ينبغي تجديد الهجرة فيها قد هاجرنا إليها. فالهجرة من هاجر المعاصي والمناهي.
الرسول صلى الله عليه وسلم قبل انطلاق الهجرة بنى إنسان الهجرة وأعده، فنحن محتاجون أشد الاحتياج إلى بناء إنسان الإصلاح قبل بداية عملية الإصلاح.
 ختام الأستاذ المحاضر:
ينبغي أن نعيد النظر في دراسة السيرة النبوية. ينبغي أن نفرغ فئة تتصدى لهذه المهمة.
إن من أسرار السيرة انفتاحها وسعتها لاستيعاب الأحداث المستقبلية، إن السيرة تختزن كنوز ودرر قابلة للانفتاح على سائر الظروف والأوقات والمسارات.
هل محرم فرصة للحزن أم للفرح، إن القضية في العالم الإسلامي لها وجهان، محرم تفرق دمه بين القبائل.
لقد ترسخ في ثقافتنا أن الفرح لا يكون إلا بمعصية الله، بينما هو في الحقيقة لا يكون إلا طاعة لله وفي طاعة الله وبطاعة الله، ولذا قال الإمام علي:" كل يوم لا أعصي الله فهو عيد.
                                         والله ولي التوفيق.
أعد التقرير ذ أبو بكر الهلالي 


[1] ـ سورة الحشر الآية: 8.
[2] ـ سورة القصص الآية 26.
[3] ـ سورة التوبة الآية 40.
[4] ـ سورة المائدة الآية 56.
[5]ـ سورة الروم الآية:47.




0 التعليقات:

إرسال تعليق

سينشر تعليقك بعد الموافقة عليه من إدارة المدونة
جزاك الله خيرا.

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 

حقوق النسخ متاحة لكل مسلم

شريطة الدعاء لنا بالتوفيق

عنوان الجمعية

الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع خنيفرة.
صندوق البريد رقم 36 خنيفرة