نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع خنيفرة
بعد تأسيسها
ندوة وطنية بتعاون مع النيابة الإقليمية
في موضوع
"
التربية على القيم وأثرها في تخليق الحياة المدرسية "
وذلك يوم الأحد08ماي 2011م
وذلك يوم الأحد08ماي 2011م
بسم الله الرحمان الرحيم
تقرير عن
الندوة الوطنية:
"
التربية على القيم وأثرها في تخليق الحياة المدرسية "
سياق الندوة:
في إطار افتتاح أنشطتها الثقافية والتربوية وإيلاء
الأهمية للقضايا التربوية، التي تقع القيم في بؤرتها.
نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلاميةـ فرع
خنيفرة ندوة وطنية يوم الأحد الثامن من ماي 2011 للميلاد بقاعة المحاضرات بغرفة
التجارة والصناعة بخنيفرة. أطرها ثلة من الأساتذة الباحثين في قضايا التربية
والعلوم الشرعية.
الكلمات الإفتتاحية:
افتتح الندوة المسير الأستاذ عبد العزيز ديدي بعد تلاوة
آيات من الذكر الحكيم من قبل أحد التلاميذ النجباء. مبرزا أهمية الندوة وسياقها
ودور التربية ومعيارية القيم في النهضة الحضارية للأمة ، ثم فسح المجال لأصحاب
الكلمات الإفتتاحية كالآتي:
*كلمة رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلاميةـ
فرع خنيفرة: ذ محمد العمراوي
التي قدم فيها
ـ بعد الترحيب بالضيوف ـ ورقة تعريفية
بالجمعية، والأهداف المتوخاة من هذه
الندوة ،
كلمة المشرف التربوي الأستاذ محمد متاوي:
ركز في هذه الكلمة على القضايا الآتية:
ـ بيان محورية القيم في الرسالة الإسلامية والتي تظهر
منذ الجيل البشري الأول قال تعالى (لإن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط ....)
ثم لم تفتأ الرسالات السماوية تجاهد من أجل ترسيخ القيم. حتى وصلنا إلى الرسالة الخاتمة
التي تأسست على الربط بين العلم والقيم (بين القراءة واسم الله).
ـ الإلماع إلى غياب ـ أو قل على سبيل التغليب ـ قلة
المنتوجات التربوية الديداكتيكية /العملية، على وفرتها من الناحية التربوية
/التنظيرية.
المداخلات العلمية:
بعد الفراغ من الكلمات الإفتتاحية يفسح الأستاذ المسير
المجال للأساتذة الباحثين لإلقاء عروضهم بالتتابع الآتي:
ـ المداخلة الأولى: مداخلة الأستاذ الدكتور ادريس وهنا ـ
المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بجهة تادلة أزيلال. التي كان موضوعها:"
التربية ومكونات الإنسان "
انطلق المحاضر من التمهيد لمداخلته بتجلية أهمية القيم
في بناء الإنسان وتربيته. ثم بين مفهوم التربية الذي خلص إليه عن طريق الجمع بين
البيان المعجمي والبيان الاصطلاحي، فهو عنده:" عملية شاملة متوازنة تخاطب
جميع أبعاد الإنسان الجسدية والروحية والعملية للوصول به إلى أعلى درجات الكمال
الإنساني حتى يكون صالحا".
أسس الباحث حديثه عن التربية/تكوين الإنسان على على هذا
البيان المفهومي الجامع لتجلية قضية البناء التربوي للإنسان بالاشتغال على مكوناته
الثلاث ( العقل ـ الروح ـ الجسم ).
وبذا كانت مداخلته بعد التمهيد متفرعة إلى ثلاث قضايا:
1ـ العقل: تطرق الباحث في هذا المحور إلى مفهوم العقل
باعتباره نورا روحانيا وقوة مدركة. متوسلا بالهدايات القرآنية لهذا المفهوم، الذي
تجاوز من خلاله المعارف والعلوم ليستوعب عدة محددات، كان الحياد عنها سببا في كثير
من الأزمات عانى منها العلماء أنفسهم ـ أجمل الباحث هذه المحددات في:
ـ استغراق مفهوم العلم لكل العلوم النافعة.
ـ استغراقه للعلم بالآخرة والاستعدلداد لها.
ـ ارتباطه بخشية سبحانه.
ـ جمعه بين العلم والتطبيق, وقد خلص من تحليله لهذا
المحدد إلى أن الذي ينقص المسلم المعاصر هو منطق العمل والحركة وليس منطق الفكرة
للتغلب على ما وسمه بالتشظي الحضاري ومظاهره البادية للعيان في هذه اللحظة أكثر من
أي لحظة تاريخية مرت.
ثم وصل في آخر المحور إلى سبيل الخروج من هذا التشظي
الحضاري بمراعاة الضوابط المنهجية للعلم انطلاقا من هذا التصور القرآني، والتي
ترتكز على الأسس المنهجية الآتية:
ـ رفض أي دعوى بغير دليل.
ـ رفض الظن والأهواء والجمود، والنظر في الكون والإنسان
والحياة وتاريخ الأمم السابقة والحاضرة، والثورة على الأفكار الخرافية.
2ـ النفس أو القلب أو الروح: ذلك الباطن الإنساني الذي
ارتآى الباحث أنه يحتاج لإصلاحه إلى عمليتي: التنوير والتطهير. إسهاما في تنمية
الإرادة الخيرة في الإنسان.
3ـ الجسم وجوارحه: لإصلاح هذا المكون وتربيته يجب أن
نرسخ لديه قيمة أصل هي قيمة الخلق الكريم، وينطلق ذلك من ضبط اللسان وما يقوله
واليد وما تقوم به ... وسائر جوارح الإنسان السلوكية، فالتربية ينبغي أن ترتقي
بالسلوك الإنساني إلى قيمة الخلق الكريم.
فالقوانين لا تجدي دون وازع الإيمان، وإلا صار هذا
الإنسان وحشا.
ثم خلص الباحث إلى التأكيد على أن مدارج الكمال الإنساني
قائم على التوازن بين العقل والروح والجسم وبحسبها تسير التربية على القيم.
وإذا انطفأ نور العقل وشفافية الروح يصير الإنسان إلى
البهيمية.
المداخلة الثانية: مداخلة الدكتور يحي رمضان الأستاذ
بالأقسام التحضيرية بمكناس.
تلك المداخلة التي تناولت بالتحليل موضوع " المدرسة
ورهان القيم "
بين الباحث في صدر كلامه أنه سوف يتحدث عن منظومة القيم
كما يراد لها أن تكون في المدرسة المغربية ليصل إلى واقعها الحالي الذي يخالف
موقعها، الذي تحملت المدرسة فيه شيئا لاتستطيع أن تقوم به ( ما لا طاقة لها به).
ولكي يؤسس الباحث لهذه الدعوى ابتدأ بتأطير منظومة
القيم، وبيان سياقها.
سياق الحديث عن منظومة القيم يتمثل في:
ـ أزمة القيم التي تواجه وجود العالم وكيانه.
ـ اقتصاد السوق الذي هو أساس المنظومة العالمية القيمية
وما ينبني عليها إذ هو تصور للإنسان والكون والحياة. يسير إلى انتفاء العائلة (الوحدة
البنيوية للعالم).
في إطار هذا السياق تبنى المغرب مشروع التربية على القيم
التي أصبح يروج لها من أجل دفع أزمة العالم.
على هذا الأساس التأصيلي المنهجي تبنت وزارة التربية
الوطنية وغيرها من الفاعلين في مجال التربية هذا المشروع.
الذي يتأمل هذا المستوى التنظيري بأساسه التأصيلي وزخمه
الوثائقي ... يتساءل عن تطبيقه في المدرسة المغربية فقط، ذلك المفرد الذي ينطوي
على جمع فحتى الحديث عن المدرسة الذي هو الأساس والأصل في تصور وجهتها وسبيل
النهوض بها هو حديث غير موضوعي إذ المدرسة المغربية هي في الحقيقة مدرسات وليست
مدرسة.
بل إن المتأمل لإنجاز هذه المدرسة يجد أنه كلما زاد
الحديث عن القيم كلما زاد وضوحا وبيانا أن القيم تتفلت من هذه المدرسة.
يزيد الباحث بيانا لأسباب هذه المفاصلة ببيان أن مشروع
التربية على القيم منظومة مرتبطة بفكرة وقيمة مركز تتجاوز هذه المنظومة بأكملها
إلى دراسة مستقبل الإنسان، وإعداد أنموذج للمستقبل من خلال ما حدد له من قيم، فنحن
مع أنموذج حضاري ونوع متميز للإنسان تعده وتستعد له هذه المنظومة.
إذا وعينا هذا الأمر تمكنا من وعي خطورة مشروع التربية
على القيم ـ بهذه الوجهة المحددة طبعا ـ
في هذا السياق يثير الباحث جملة أسئلة استشكالية مفتوحة
منها:
أي أنموذج يريد العالم إنجازه؟ ومن يقرر في هذا الشأن؟
وأي عالم له حق القرار وصفته؟ وهل يشارك العالم الذي ننتمي إليه؟ وأي أنموذج
اخترناه نحن؟ وهل اخترنا فعلا ؟
يصر الباحث على أننا أمام أسئلة أجوبتها واضحة تماما
إننا أمام فرض لنموذج غربي تفرضه العولمة " التي هي فرض خاص لكيان أمة ليصبح
عاما على كل الكيانات " كما يقول الفيلسوف التونسي أبو يعرب المرزوقي. فرض
لقيم تتأسس حسب هذا التحيز البنائي على ما يسمى ( قيم الحرية وحقوق الإنسان )
والتي يرى الباحثون أنها قيم ذات منشأ أوروبي / غربي، في تجاهل تام للمجهود
التاريخي الإنساني بما فيه حضارة الإسلام.
إن هذا التأصيل الذي انبنت عليه منظومة القيم في المدرسة
المغربية ظهرت آثاره واضحة على اختياراته وأطره المرجعية، تلك الأطر بما فيها
الكتاب الأبيض التي يتجلى أنها لا تؤول إلى الاتفاق، وقد قسمت إلى أربع مكونات غير
واضحة ولا متجانسة فيما بينها. كل فريق يؤولها حسب ما يعتقده، تأويلات في كثير من
الأحيان متعارضة متشاكسة. إذ هو أمر سياسي ألقي به إلى المدرسة وتركت وحدها تتصارع
معه في بنيتها الداخلية، ومن ثم فاللا انسجام هو الذي يطبع هذا المستوى من
المنظومة المتحدث عنها.
وهناك وجه آخر ومستوى آخر أعقد من هذا المستوى، إذ
المدرسة تعيش أزمة، ومن يعيش أزمة كيف يراد له أن يحل هذه الأزمة. إن القيم تعاش
ولا تتعلم.
وختم الباحث بالتأكيد على أن المدرسة لا بد أن تقوم بدور
يبقي على الأدنى من القيم، ولكي يتحقق ذلك فإنها تحتاج لنوع خاص من التربويين
يقدرون على مستوى أعلى من النضال في إطار مفهوم استخلافي يعلي من شأن الإنسان.
المداخلة الثالثة: مداخلة الدكتور عبد المالك بن
صالح الأستاذ بمركز تكوين أساتذة التعليم
الابتدائي. بعنوان( القيم المدرسية بين التصور النظري والتمثل الواقعي )
أطر الباحث كلمته هاته بمدخل ركز فيه على بيان مفهوم
القيم في اللغة وفي الاصطلاح، فأما في اللغة فإنها تحيل على مكانة الإنسان وشأنه
في المجتمع.
وأما في الاصطلاح التربوي فلها عدة تعريفات ذكر منها:
ـ أنها عبارة عن تقدير نقوم به تجاه شخص أو نشاط حسب ما
يمكن استخلاصه منه والتي تحدد مدى ارتباطه بجماعته.
ـ أخلاق وتمثلات ومبادئ ترتبط بشخصية الإنسان وبالتالي
تحدد كينونته انطلاقا من تصرفاته الوجدانية والعملية ..
ـ توجه شخصي يتبلور عن طريق التربية والتنشأة.
ثم انتقل الباحث إلى تحليل منظومة القيم المدرسية من
خلال القضايا الآتية:
1ـ المرجعية:
بعد المدخل المفهومي التأسيسي انتقل الباحث إلى بيان
المرجعية التي تؤصل للقيم في (المدرسة المغربية ). فخلص من تحليله لهذه المرجعية
إلى أنه من الصعب الحديث عن منظومة القيم في حالة التنازع والتعارض المرجعي.
2ـ البرامج: وترتكز على اعتبار المدرسة مجالا لترسيخ
القيم الوطنية ومبادئ حقوق الإنسان.
3ـ الأنواع: وذكر الباحث منها:
ـ الإستقلالية في الفكر والممارسة.
ـ احترام البيئة التربوية.
ـ التحلي بروح المسؤولية.
ـ التفاعل مع المحيط.
ـ الثقة بالنفس والانفتاح على الآخر.
4ـ الخصوصيات: وذكر منها :
ـ الثبات: وهو من مقومات وجود الأمم واستمرارها.
ـ الفاعلية: قدرة هذه القيم على إبداع الأفكار وتوجيه
الإنفعالات وتعبئة الأمة في التنشأة الحضارية.
ـ التكاملية.
خلص الباحث في نهاية مداخلته ـ بعد طرحه للسؤال: إلى أي
حد هناك تمثل لهذه القيم في واقع المدرسة المغربية؟ ـ إلى أن المدرسة المغربية
تعاني انفصالا بين القيم المثبة في الكتب المدرسية والواقع المادي. والأدهى تلك
المفارقة الصارخة بين ما يدرسه التلميذ في المدرسة وما يقوم به من تصرفات مخلة في
واقعه.
المداخلة الرابعة: مداخلة الدكتور عبد الواحد الحسيني في
موضوع:" تأثير الرسوم المتحركة على شخصية الطفل "
بنى الباحث كلامه على القضايا الآتية:
1ـ دوافع اختيار الموضوع.
2ـ أثر الرسوم المتحركة في بناء التصورات والأفكار.
3ـ بيان الأمور الإيجابية والسلبية في هذه الرسوم.
4ـ الحلول المقترحة لتجاوز خطورة هذه الرسوم.
1ـ دوافع اختيار الموضوع:
قبل بداية تحليله للموضوع بين الباحث دوافع اختياره وهي:
ـ المشكلة التي تعاني منها الأسرة، وهي التربية بالدرجة
الأولى
ـ الإهتمام بالإعلام لما له من تأثير على الأسرة.
ـ تركيز هذا الإعلام على الصورة بالأساس.
2ـ أثر الرسوم المتحركة في بناء التصورات والأفكار.
بين الباحث في هذا المحور أن الرسوم تهدف بالذات إلى
بناء مفهوم عقلي فكري لدى الطفل.
ولكي يسند هذه الدعوى أورد سيلا من الإحصائيات الدالة
على ذلك منها:
ـ ما جاء في تقرير اليونسكو من أن الطفل إلى أن يصل
الثامنة عشر من عمره يجلس 22ألف ساعة أمام التلفاز.
ـ 88 % من
المشاهد التي يشاهدها الطفل هي مشاهد عنف.
ـ الطفل المدمن على الرسوم إذا قضى ست ساعات أمامها فسوف
يصاب بالبلادة.
ثم قدم لنا الباحث عدة نماذج لسلسلات الرسوم المتحركة
منها:
ـ مسلسل ناروني الشخصية الأساس فيه هي شخصية جارا شخصية
وهمية تفعل كل شيء إجرامي. وأرا باللغة اليابانية تعني الإله أضيفت إليها ja من أجل
التمويه.
ـ مسلسل
"ميكي ماوس ": طفل في السماء، شخصية هلامية غير موجودة في الواقع،
تستطيع هذه الشخصية فعل كل شيء ( زلزال ـ تدمير ـ إيقاف فيضان ...).
ـ مسلسل
"سكوبي": شخصية كارتونية توجد إلى جانب التاجر العربي والدكتور نسيب،
التاجر العربي يطارد سكوبي لأجل سرقة قلادته فأراد أن يحوله إلى قرد لكن سكوبي هو
الذي حوله وأصبح يضحك منه.
في تحليله
لهذه النماذج بين الدكتور عبد الواحد الحسيني النموذج النمطي الذي تحاول أن ترسمه
هذه الرسوم في مخيلة الطفل عن الإنسان العربي، وأن الإنسان الغربي دائما هو البطل
هو محور الكون. وتستند في تركيزهذا على حقيقة أن هذه الرسوم عندما تقدم للأطفال
فهي لا تميز بين الواقع والخيال.
لم يعد
النبي صلى الله عليه وسلم القدوة ولا الصحابة ولا حتى الأباء بل القدوة هو الرجل
الوطواط، وباتمان...
وبالتالي
ينزع الطفل دائما إلى العدوانية والتشاؤم، ويستحيل أن يخرج منه إنسان مبدع أو مسهم
في بناء المجتمع.
ـ بناء
القيم:
إن الذي
يجلي حقيقة بناء القيم وصناعتها من قبل هذه الآلة الضخمة لدى الأطفال ما أكدته
الدراسات من أن 96% من ثقافة ما
قبل التمدرس لأطفالنا تؤخذ من التلفاز.
وأن
المولعين بمشاهدة التلفاز إذا داوموا على مشاهدته لعشر سنوات فسوف يصبحون
عدوانيين.
3ـ بيان الأمور الإيجابية والسلبية في هذه الرسوم:
ثم بين المحاضر أن ليست الرسوم المتحركة كلها سلبيات بل
فيها جانب إيجابي منه:
ـ أنها تزود الطفل بكثير من المعلومات.
ـ أنها ترسخ لديه اللغة العربية الفصحى.
ـ تنمي ذكاء الطفل.
ـ ترسخ بعض القيم الجميلة كبر الوالدين والإحسان إلى
الجوار...
4ـ الحلول المقترحة:
ـ تعميق التربية الإسلامية لدى الأطفال باستهداف كل
أبعاد التربية ( الاجتماعي، الأسري، الإعلامي....)
ـ تشجيع الإعلام المحلي وتطويره.
ـ تنظيم أوقات الأطفال وتقليص ساعات الجلوس أمام هذه
الرسوم إلى ثلاث ساعات في اليوم.
ـ الإهتمام بلعب الذكاء.
المداخلة الخامسة: مداخلة الدكتور سعيد حليم في موضوع
" كيفية توظيف القيم في درس مادة التربية الإسلامية مقرر السنة الأولى بكالوريا
أنموذجا "
ذكر الباحث في مستهل دراسته أنه اعتمد المنهج المقارن
لإجراء مقارنة منهجية بين كتابي الرحاب والمنار.
وبين ضوابط هذا المنهج والتي هي: وحدة الموضوع ـ
المقابلة ـ التزامنية ـ تعميم المقارنة من البداية إلى النهاية.
ثم انطلق إلى تعريف القيم واعتمد في بنائه لتعريفها على المقارنة
بين تعريفي ( المعجم الموسوعي ) و ( معجم علوم التربية )، وخلص من هذه المقارنة
إلى أن كلا المعجمين غيبا مستوى الدين في إنشاء القيم ولذلك فقد اقترح تعريفا يركز
على أساسية الدين وتوافق مقاصد الخلق مع مقاصد الخالق.
بعد هذا المهاد المفهومي تعرض الباحث لتجلية القيم من
خلال الوثائق التربوية والتوجهات والاختيارات التربوية منذ 2000م، فذكر أنها ترتكز
على رباعية:
ـ قيم العقيدة الإسلامية.
ـ قيم الهوية الحضارية.
ـ قيم المواطنة.
ـ قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
ثم بدأ الباحث في تناول القيم في كتابي
"المنار" و"الرحاب" فقرأهما قراءة وصفية ثم تحليلية مقارنة،
فتوصل إلى جملة نتائج، منها أن هناك عدم انسجام بين المقدمات وبين الوحدات في
الإعلان عنها وفي ما صدقاتها الإجرائية. بل إن الرحاب لم يهتم بالقيم المتعلقة
بالمادة في المقدمة.
بالإضافة إلى طبع الكفايات النوعية منها بسمة القصور من
حيث قوة الجانب المعرفي منها والمهاري على الجانب القيمي.
بعد هذا البحث التحليلي انتقل الدكتور سعيد حليم إلى
بيان ضوابط توظيف القيم وذكر من هذه الضوابط:
ـ ضرورة التمثل العملي لهذه القيم وعدم تكذيب الفعل
القول، والإنتقال من المدرس المعاشي إلى المدرس الرسالي.
ـ استحضار مواصفات المتعلم بالسلك الثانوي التأهيلي
والسلك الثانوي الإعدادي، فمنها تستنبط القيم الكبرى.
ـ إخلاص النية واستمداد المعونة من الله تعالى.
ـ إفساح المجال للمتعلمين حتى يظهروا قناعاتهم في
التقويم التشخيصي.
ـ إفساح المجال للمتعلمين في التطبيقات التي ينبغي أن
تكون من تفعيل المتعلم.
ـ التعامل مع المقرر من خلال ثلاث شبكات: ـ المعرفية ـ
القيمية ـ المهارية.
ـ الإعلان عند بداية كل درس عن القيم المؤطرة له مع
مراعاة العلاقة النسقية بينها وبين مكونات الدروس الأخرى.
ـ التقويم التشخيصي بطريق الوضعيات.
المداخلة السادسة: مداخلة دكتور عبد العزيز قاسمي. في
موضوع " أهداف التعلم بين العبثية والتخليق ".
قصد الأستاذ المحاضر في مستهل مداخلته إلى التأصيل لقضية
العبثية في القرآن الكريم من خلال قوله تعالى ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم
إلينا لا ترجعون ) وقوله سبحانه: ( تبارك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم
أحسن عملا ).
ثم بين منهج إبليس في الإغواء: ذلك المنهج الذي يسير على
مراحل أربعة هي: ـ مرحلة التكفير ـ ثم مرحلة العبث ـ ثم مرحلة الحيرة ـ ثم مرحلة
التلبيس.
وفي المحور الموالي تعرض الأستاذ الباحث إلى بيان وسائل
إبليس في الإغواء والتي أجملها في الوسائل التالية:
ـ الإصرار والتركيز على البدايات وأساس هذه البدايات
التعلم. قال تعالى: ( لأحتنكن ذريته ) وقال سبحانه : ( ولأقعدن لهم صراطك المستقيم
) ( لأغوينهم أجمعين ) أي لآخذن ذريته قبل أن يأخذها أي منهج آخر على بغتة وسرعة.
ـ العبثية القاتلة وهي نوعان: ـ مقصودة ـ واعتباطية وهذه
الأخيرة تكون بسبب الجهل والتقليد والغفلة والافتتان، وأما المقصودة فهي تلك التي
يجعل لها الماديون والطغاة الخطط وأهم القائمين عليها إبليس وأتباعه من الكبراء.
ـ العبثية المدرسية: في البرامج، في الإنسان، وفي
الأسرة. ومظاهرها: الحيرة، الكسل المؤدي إلى اليأس من المدرسة والتعليم الذي يؤدي
إلى الانصراف والمغادرة، ثم الحزن والندم والضياع.
بعد هذا انتقل الأستاذ عبد العزيز قاسمي إلى بيان
الأهداف المتوخاة من التخليق، وقسمها إلى أهداف عامة وأهداف خاصة.
المناقشة:
أخذ الكلمة للمناشة عشرة متدخلين ركزوا في مناقشاتهم على
أمرين أساسين، أحدهما: توصيف أزمة القيم في المدرسة المغربية الحالية والثاني:
إلحاحية سؤال سبل الخروج من هذه الأزمة.
ومما أشارت إليه هذه المداخلات في إطار توصيف الأزمة ما
أكده الأستاذ الإدريسي مما وصفه بانتحار القيم وذبحها لتهاوي القيم والحضارة
والإنسانية. ليبين أن الخلل ليس في مفهوم القيم بل في مرجعيتها. ومنها ما أكدته
الأستاذة سعيدة الفقير من وجود التدافع بين القيم في المدرسة ذاتها حيث تهدم مادة
دراسية ما تبنيه مادة أخرى. وفي هذا الإطار أيضا يرجع أحد المتدخلين من التلاميذ
أسباب أزمة القيم في المدرسة إلى الاختلاط بين الذكور والإناث، وتعدد الكتب
والبرامج الدراسية.
وأما بخصوص الحلول المقترحة، فقد أكد االشيخ مولاي يوسف
علوي على أهمية تربية الأبناء على القراءة عامة والتركيز أساسا على القرآن الكريم
ففيه سورتان مهمتان في هذا المجال الأولى هي سورة الحجرات وهي المعروفة بسورة
الأخلاق، والسورة الثانية هي سورة لوقرأها ابن عباس لأسلم الروم والديلم والترك
وهي سورة النور. ونفس الشيء أوصى به التلميذ حروني وجوب طلب العلم.
وفي السياق نفسه تساءل الأستاذ عبد العزيز أوتكوميت: كيف
يمكن اختيار المدرسين؟ ألا يمكن إدخال الاعتبار القيمي في هذا الاختيار؟
ألا يمكن للمدرسة أن تخلصنا من الفساد الاجتماعي؟ ومن
يوجه الآخر؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
سينشر تعليقك بعد الموافقة عليه من إدارة المدونة
جزاك الله خيرا.
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.